محافظة ومنطقة غرناطة طنجة تطوان.
يستجيب اختيار إقليم غرناطة وجهة طنجة-تطوان، لوجود موارد المواد والصناع التقليديين الذين يعملون بشكل تقليدي في حرف متصلة بالتراث ويستعملون تقنيات شديدة الشبه للتي كانت تستعمل إبان حقبة بني نصر في بناء قصر الحمراء.
وقد قامت الحكومة المغربية، بفضل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة، بإطلاق عدد من المشاريع الضخمة المتصلة بالمحيط والبنى التحتية والتي أعطت دفعة لقطاع البناء والأشغال العمومية .
ويتجسد إسهامنا في هذا المشروع في محاولة استفادة الفرع التراثي من ازدهار صناعة البناء.
كما أن المغرب يمثل منذ عدة سنوات أولوية بالنسبة للتعاون الإسباني، حيث انه شريكنا الأول في المغرب العربي. كما أن القرب الجغرافي والتاريخ المشترك وتعددية التدفقات والمصالح السياسية والاقتصادية بين الضفتين كلها دوافع للحفاظ على مستوى رفيع من التعاون على الرغم من التأرجحات التي قد تشهدها العلاقات الثنائية. كما أن تواجد جالية مهمة من المغاربة على الأراضي الإسبانية، مع احتفاظها بروابط مع أماكنها الأصلية يشكل شبكة من العلاقات العاطفية والاقتصادية، ويدفع إلى مقاربة مختلف أعمال التعاون الإسباني في المغرب انطلاقا من رؤية التنمية المشتركة، وفي إطار العمل العابر للحدود الحافل بعلاقات التبادل.
ومن جهة أخرى فإن هذه الجهة في شمال المغرب، سبق أن أرسلت صناعا تقليديين كانوا عبروا المضيق خلال القرون الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر من أجل مزاولة مهنتهم في مناطق النفوذ الإسلامي في شبه الجزيرة الأيبيرية. وهي الحرف التي كانوا يمارسونها في مسقط رؤوسهم بفضل وفرة موارد المواد. وفي القرن السادس عشر عادوا مرة أخرى إلى تلك الأراضي بعد طردهم من مملكة بني نصر السابقة في غرناطة.
وتضفي هذه الصيرورة التاريخية أهمية بالغة على عملية البحث على موارد المواد الأولية في المنطقة ومعاقل الصناعة التقليدية فيها. وهذا ما يؤدي إلى تجديد أنشطتها وتأقلمها مع المجتمع الجديد في القرن الحادي والعشرين، حيث يوجد طلب كبير على حرفيي التراث، الذين يواجهون خطر الانقراض بسبب غياب التكوين.
كما أن القرب الجغرافي والعلاقة التاريخية التي ربطت غرناطة بالعالم الإسلامي، فضلا عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تم توصيفه سابقا بشكل موجز، كل ذلك يبرر الاختيار المناسب لهذه المدينة من أجل إنجاز هذا المشروع، برفقة مدن شمال إفريقية في جهة طنجة-تطوان (شفشاون وتطوان وطنجة-أصيلا)، وهي المناطق التي تتوفر فيها الظروف الملائمة من أجل إنجاز المشروع.
